إن الله تبارك وتعالى جعل الحق في اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه، ولما كانت لسنة المصطفى هذه المكانة فإن الله قيّض لها حفاظاً ونقاداً ورعين متيقظين. ولما كان من أجلّ هؤلاء الحفاظ الإمام البخاري ومسلم فقد أقبل العلماء على شرح كتابيهما، والتعليق عليهما، ومن هؤلاء صاحب هذا الكتاب الإمام الحافظ الحاكم صاحب المستدرك أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضي الطهاني النيسابوري المشهور بالحاكم وبابن البيع صاحب التصانيف البديعة كانت ولادته في سنة 321هـ اتجه إلى طلب العلم في صباه الباكر، لحق الأسانيد العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر وسمع نحواً من ألفي شيخ في بلده وفي رحلاته في خراسان وما وراء النهر وغيرها من البلدان كالعراق والحجاز.
وكانت له مصنفات عديدة وهامة في الحديث ورجاله. منها كتابه هذا الذي بين فيه أسماء من أخرجهم محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح، ومسلم بن حجاج في المسند الصحيح على ثلاثة أوجه: ما اتفقا عليه ثم ما تفرد بإخراجه البخاري ثم ما تفرد بإخراجه مسلم على حروف المعجم. وقد تمّ الاهتمام بهذا الكتاب حيث عمد المحقق إلى التعريف بالمؤلف وبحياته وبمكانته ومؤلفاته ذاكراً من ثم ما ألفه على البخاري والمسلم وزاد على ذلك إلحاقه في آخر الكتاب فوائد للشيخ أبي بكر الصقلي راوي هذا الكتاب، وهي فوائد على البخاري، ومسلم، وأبي داود، ومسند أحمد، وموطأ مالك وغيرهم واضعاً من ثم في آخر الكتاب فهرساً للأسماء على الترتيب الأبجدي.