هذا الكتاب هو اختصار لكلام صدر عن الحافظ جلال الدين السيوطي، وقد وقع له نفس ما وقع لأحمد برناز مع بعض معاصريه، فكان يشنع عليه، ويؤذيه، فاختصره، وبدل فيه، وغير، وميز الكلمات الدخيلة باللون الأحمر، وفي بعض الأحيان يأتي بكلام غيره لمناسبة "بقال" في أوله "وبانتهى" في آخره.
وقد استشعر أحمد برناز أن غرض الكتاب ربما يشتم منه رائحة الشتم والثلب، فاستشهد بفتوى قاضي خان، بجواز ذكر الرجل بما فيه، وأن ذلك لا يعتبر غيبة، واستشهد كذلك بالحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا الفاجر بما فيه حتى يزجره الناس".
وهكذا احتوى هذا الكتاب على 160 شهاباً، في كل شهاب دعوى من دعاوي الرجل المختصر من أجله الكتاب، فهو يثبت الدعوى، ثم يرد عليه بأدلة مستمدة مما قاله العلماء في مختلف الاختصاصات، وحجج الرد هي صورة للثقافة الواسعة، التي كانت للسيوطي في العلوم المختلفة، التي امتاز بها العصر، ومن حين لآخر كان يتدخل المترجم، لربط المسألة بقضايا عصره.