مقصورة ابن دريد، قصيدة طويلة نظمها صاحبها في مدح ابني ميكال، فبناها على بحر الرجز، وجعل حرف الروي فيها ألفا مقصورة. وقد ضمنها كثيرا من الأمثال السائرة، والأخبار النادرة، والحكم البالغة، والمواعظ الإنسانية، واستعمل فيها نحو ثلث الأسماء العربية المقصورة. ولذا أعجب بها الشعراء والعلماء فأخذوا في معارضتها والنسج على منوالها، وتشطيرها وتسميطها وتخميسها، وشرحها وتفسير غريبها وإشاراتها. فتراكم حولها تراث ضخم، قل أن تحظى بمثله قصيدة أخرى.
وقد علق عليها الخطيب التبريزي شرحا موجزا، فسر فيه الغريب، وبعض الجمل والتراكيب. وعندما عرض للإشارات التاريخية التي وردت في المقصورة، وقف وقفة متلبثة، فبسطها بسطا وافيا، وسرد أحداثها مسهبا مستطردا.