يجمع هذا الكتاب رسائل أشهر كتاب الأندلس الفقيه المحدث الأديب المؤرخ الشاعر ابن أبي الخصال، في ديوان ترسل دار بأيدي أدباء الأندلس، وجعلوه مثالاً يحتذونه، ونصبوه إماماً يقتفونه، مع رسائل موجهة إليه أيضاً، مضبوطاً محققاً مشروحاً، مصنوعاً له فهارس فنية مناسبة.
يدل الكتاب على شيء غير قليل من حقيقة ابن أبي الخصال ومواهبه وصلاته بأهله وإخوانه، وبزملائه الكتاب والعلماء والأدباء، وببعض أولي الأمر ممن ذكر أسماءهم في الكتاب، ومَنْ لم يذكر.
تدل الرسائل على أنها كتبت عن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين لخدمة كاتبها مدة طويلة في دولته، وعن غيره من أمراء المرابطين والأدباء والفقهاء والعلماء.
يضم الكتاب رسائل كثيرة في أغراض شتى، وخطباً تنوقلت وخطب بها بعض الخطباء، ومقامات وأشعاراً. ويتجلى في جميعها براعة في الكتابة الديوانية والرسائل الإخوانية، بقصد توجيهي تعليمي قاصد.
يبدأ الكتاب بالبسملة والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) دون أية مقدمة ممن جمع الكتاب، ثم ترد أولى الرسائل (رسالة لذي الوزارتين الأجل أبي عبد الله بن أبي الخصال في الزرزور)، وينتهي الكتاب بمستدرك فيه بعض القصائد والمقطعات والرسائل التي لم ترد في المخطوطة المعتمدة للكتاب.