يضمّ هذا المصنف بين طياته مجموعة من رسائل الجاحظ الأدبية النادرة التي عنى المحقق بشرحها وتقريب غامض معانيها والتعليق عليها وتخريج ما فيها من آيات وأحاديث وأخبار وأشعار وأمثال، وعلى ربطها بكتب الجاحظ الأخرى كالبخلاء والبرصان والعرجان والبيان والتبيين والحيوان والمحاسن والأضداد، لتكون قطوفاً دانية لكل المهتمين بما أبدعته قريحة الجاحظ وعبقريته الأدبية. وإذا كانت السمة البارزة لآثار الجاحظ هي جاحظنا في هذه الرسائل يخالف تلك النزعة الاستطرادية، ويتعمد التخصص. فكل رسالة هي كتاب بعينه، يبحث في موضوع واحد، بدراسة معمقة مستفيضة، تثير الإعجاب والتقدير، لهذا العقل الجبار، الذي يخوض غمار الموضوع. ويبحث فيه وكأنه لم يتخصص إلا به. فيبحث فيه بعمق، ويستدعي لبحثه شواهد، تدعم فكرته بما يجعل قوته الفكرية تبرز لتثير الدهشة بعظمته. وهذه القوة كانت متوافرة عند الجاحظ، قوة تخضع عقول قارئيه، وتفرض نفسها عليها فرضاً بصحة الدلالة ووضوح البرهان. ومما يزيد أهمية هذه الرسائل أنها حفظت لنا نوادر من الشعر يعز وجودها في مصادر أخرى مثل شعر لأبي دلف، ولابن أبي فنن وغيرهم. ومن أهم الفصول المختارة من كتب الجاحظ والتي ضمنها المحقق طيات هذه الكتاب نذكر: كتاب القيان، ذم أخلاق الكتّاب، الحنين إلى الأوطان، كتاب مفاخرة الجواري والغلمان، رسالته في المودة والخِلطة، كتاب استحقاق الإمامة، صناعة الكلام، مقالة الزيدية والرافضة، الشارب والمشروب..
هذه مجموعة من رسائل الجاحظ النادرة، وكل رسالة من هذه الرسائل تبحث في موضوع واحد لولا استطراداته، بدراسة معمقة مستفيضة تثير الإعجاب والتقدير مثل رسالة في مناقب الترك، ورسالة في كتمان السر، ورسالة في الجد والهزل وغيرها من الرسائل، وهذه طبعة مشروحة وعليها بعض التعليقات