يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بالحضارة الإسلامية من حيث ظروف النشأة وملابسات التطور ومحاولات تفسير ذلك من جانب عدد من مؤرخي المسلمين. ويقدم الكتاب بالإضافة إلى ذلك عدداً من النصوص المختارة يختم بها المؤلف المناقشات المطروحة في كل فصل من فصول الكتاب، وذلك حتى تتفتح أمام القارئ آفاق جديدة من التفكير الفلسفي في تاريخ الحضارة الإسلامية.
وليس هناك من شك في أن مثل هذا التفكير الفلسفي في تاريخ الحضارة هو تفكير مستقبلي بقدر ما هو دراسة للماضي، ذلك أن أي تأمل تاريخي يبدأ في الحقيقة من اهتمام بالحياة الحاضرة، فواقعة التاريخ الماضي لا تنفصل تماماً عن الواقع الحي في حس مؤرخ الحضارات، ومثل هذا الاهتمام هو الذي يجعل الحوار بين الماضي والحاضر ممكناً في عمله وهو وحده الذي يضفي عليه معنى خاصاً لدى معاصريه.